على أعتاب البيت الأبيض | 20 يناير 2020 :

بعد أن شاهد العالم الأسبوع الماضي حقيقة بلاد  ( العم سام) في قمع الحريَّات على أرض الديمقراطية الزائفة ، وبعد أنْ تلوَّنت سلالم البيت الأبيض بدماء مُناصري الرئيس تلبيةً لندائِـهِ الأحمق ، في سلوكٍ عدوانيٍ تناقضي راح ضحيته أربعة أشخاص أمام أنظار الجميع ... ها نحن نرى اليوم حقيقةً أخرى لتناقضات الدولة العلمانية الأولى ؛ من خلال الصلوات المتتالية في مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد ، في سبيل طلب البركة و التوفيق للإدارة الجديدة بحضور كبار أساقفة الكنيسة وتلاوة القِس .
في حين أنها تؤمن وتنادي بأن العلمانية هي الوسيلة الوحيدة لنجاح المؤسسات الحكومية ونهضة الدولة الحديثة !! إلاَّ على أرضها ، و كأنها تقول : لا دين إلا دين الكنيسة في أميركا المسيحية .

نعم ... لا يمكن بشكل طبيعي نزع المعتقد الديني من النفس البشرية لأن هذا ما جُبلت عليه .
فمن يخبر  "المتعلمنيين الإمعات"  في بلادنا ؛ أن يفخروا بمعتقدهم الديني كما تفاخروا بارتدائهم ثقافات الغرب الأخرى ، وألّا عزة لنا ولا مجد إلا بالإسلام وأنَّ الدين لايقف حجر عثرةٍ أمام نهضتنا وتطورنا .

#فـرق تـسد ودعـوة إلى الوحـدة ! :

واستمراراً  لمشهد التناقضات في حدث اليوم الأبرز ؛ تركزت مراسم تنصيب الرئيس الجديد على عبارات الوحدة و دعوة لإلتفاف الشعب حول بعضه ونبذ كل محاولات شق الصف الأمريكي بحضور رؤساء سابقين كـ أوباما و بوش الأبن و الرئيس كلينتون في رسالة أن ( أميركا متحدة بحاضرها و ماضيها ولا مكان للإنقسام) وكأن أميركا نفسها لم تتخذ من سياسة " فرّق تسد " نهجاً لها في تحقيق مبتغاها في سياستها الخارجية .

فمن يخبر دعاة الفرقة في بلادنا ألَّا نهضة لنا ولا قائمة إلا بوحدتنا و تعاضدنا والتفافنا حول بعضنا و حول قيادتنا .

وفي مقابل النفاق والتزيف الأمريكي فإن الأمريكيون ذاتهم يشهدون لنا أن لامكان للنفاق في السياسة السعودية ، إذ كتب الرئيس الأسبق جيمي كارتر في مذكراته قائلاً : " أنَّ السعوديين هم الوحيدين الذين يقولون في العلن مايقولونه في المحادثات الخاصة ".


ختاماً ... كفانا فخراً أننا الشعب الثابت على دينهِ ونهجه ومعتقده ، في صفٍ واحد و خلف قائدٍ واحد على نهج أسلافنا الموحدين ، إيماناً من داخلنا لا نفاقاً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة